تُعتبر خيول الثوروبريد واحدة من أشهر وأروع سلالات الخيول في العالم، حيث تشتهر بسرعتها الفائقة وخفتها وقوتها البدنية وأدائها المتميز في سباقات الخيل، والمنشأ الأصلي لهذه السلالة هو إنجلترا، وقد ظهرت خلال القرن الثامن عشر من خلال تهجين خيول عربية مع سلالات محلية إنجليزية قوية، وقد أدى هذا التهجين إلى إنتاج خيول تتمتع برشاقة عالية وقوة تحمل مذهلة، تستعمل خيول "الثوروبريد" أساسا في سباقات السرعة، ولكنها تُظهر براعتها وكفاءتها أيضًا في مجالات أخرى مثل القفز الاستعراضي والترويض، وقد أضحت هذه الخيول رمزًا للأناقة والتميز في عالم الفروسة وسباقات الخيل.
لمحة عن تاريخ خيول الثوروبريد
يعود أصل سلالة خيول "الثوروبريد" إلى ثلاثة خيول شهيرة هي: "بيرلي ترك"، و"دارلي أرابيان"، و"جودلفين أرابيان"، والتي عملت إنجلترا على استيرادها من العالم العربي في أواخر القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، وقد تم التزاوج بين هذه الخيول مع الخيول المحلية الإنجليزية لتكوين الأساس الجيني للسلالة الأصيلة، على مر سنوات مضت، وقد استمر المربّون تحسين هذه السلالة؛ وذلك بالتركيز على صفات مثل السرعة، وخفة الحركة، والتحمل والصبر.
نالت خيول "الثوروبريد" شهرة واسعة وذاع صيتها في سباقات الخيل، والتي أضحت هواية شائعة في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر، إذ جرى أول سباق مسجل لهذه السلالة عام 1711 ميلادية، وسرعان ما انتقلت شهرتها إلى دول أخرى مجاورة، بما في ذلك الولايات المتحدة؛ حيث حظيت بشعبية كبيرة للسباقات ولرياضات الفروسية المتنوعة، والألعاب الرياضية التي تستعمل فيها الخيول.
خصائصها ومميزاتها
تتميز خيول "الثوروبريد" بخصائص جسدية وبدنية تجعلها مثالية لسباقات الخيل، ورياضات الفروسية الأخرى، فهي تتميز بامتلاكها بنية عضلية قوية وصدرًا عميقًا، مع أرجل طويلة تساعدها على تحقيق السرعة العالية والمرونة اللازمة. كما أن أرجلها مصممة لتحمل التأثيرات والكدمات الناجمة عن الجري بسرعات عالية، مما يساعد على التقليل من مخاطر الإصابات خلال السباقات أو الأنشطة الأخرى الشديدة التي يمكن أن تصاب من خلالها بالكدمات والجروح.
وتتمتع خيول "الثوروبريد" بدرجات كبيرة من التحمل يسمح لها بالحفاظ على سرعتها لمسافات طويلة، ويرجع ذلك بالأساس إلى نظامها التنفسي والدورة الدموية الفعّالين، فهذان الجهازان يسمحان بامتصاص الأكسجين وتوزيعه بكفاءة عالية، إضافة إلى ذلك، تمتلك هذه الخيول معدلاً مرتفعا من التمثيل الغذائي، مما يمكّنها من تحويل الغذاء إلى طاقة بسرعة كبيرة.
علاوة على الصفات البدنية، تشتهر خيول "الثوروبريد" بذكائها وطبيعتها الحيوية وخفتها ورشاقتها، مما يؤهلها أن تكون خيولا قابلة للتدريب بشكل كبير واستجابة جيدة للمدربين والمالكين، مما يجعلها ملائمة لمجموعة متنوعة من رياضات الفروسية بجانب السباقات. كما تتمتع بعزيمة قوية ورغبة في إرضاء مالكيها، مما يجعل العمل معها ممتعاً.
أهمية خيول الثوروبريد في السباقات والفروسية
تعتبر خيول "الثوروبريد" السلالة الأكثر شيوعًا وانتشارا في سباقات الخيل، وقد كان لهذه السلالة تأثيرا كبيرا على رياضة الفروسية، فقد ضمت قائمة أشهر خيول السباقات في التاريخ بعضًا من خيول هذه السلالة.
تحظى سباقات خيول "الثوروبريد" باهتمام كبير في جميع أنحاء العالم، وتشارك في العديد من السباقات في مضامير عديدة حول العالم، ومن أشهر هذه السباقات نذكر سباق "كنتاكي ديربي" الذي يُقام سنويًا في "لويزفيل"، ويعد من أهم وأشهر السباقات على المستوى العالمي.
تتم تربية خيول "الثوروبريد" خصيصًا لتلائم رياضة الفروسية وسباقات الخيول، إذ تركز برامج تربيتها على السمات التي تساعدها على تحقيق السرعة في السباقات، والمرونة، والتحمل والصبر والتكيف مع كل الظروف والأرضيات التي يفترض أن تُقام عليها السباقات. كما أن طبيعتها تنافسية عالية للغاية، مع الرغبة الجامحة في الفوز، مما يجعلها مناسبة للمنافسة الشديدة في سباقات الخيل، وقد أسهمت هذه الصفات الجسدية والسلوكية في نجاحها في هذا المجال وفي رياضات الفروسية الأخرى، حتى أضخت من أفضل أنواع الخيول التي يتم الاعتماد عليها للفوز بالألقاب الكبرى.
علاقة التشابه بين خيول الثوروبريد والخيول العربية
تعد خيول الثوروبريد والخيول العربية من السلالات الأكثر شهرة في العالم، ورغم وجود أوجه شبه كثيرة بينهما، إلا أن هناك اختلافات جوهرية ودقيقة؛ إذ إن أصل خيول "الثوروبريد" جاء من ثلاثة فحول عربية تم إحضارها إلى إنجلترا في القرن السابع عشر، مما أدى إلى تشاركها في العديد من السمات الجسدية مع الخيول العربية، من قبيل: البنية العضلية المرنة، والأرجل الطويلة، وعمق الصدر، إلا أن خيول "الثوروبريد" عادة ما تكون أكبر حجما وأثقل وزنا من الخيول العربية، وقد جرى تهجينها للسرعة والتحمل بدلًا من التنوع في الاستعمال.
وبالرغم من هذه الاختلافات الجوهرية، فإن السلالتين يتم تقديرهما عالميا لجمالهما وروحهما الرياضية وذكائهما، وقد تركتا بصماتٍ واضحة في مجال سباقات الخيل ورياضات الفروسية المتنوعة.
خيول الثوروبريد تأسر القلوب
تعد خيول الثوروبريد من أروع المخلوقات، فهي تأسر قلوب الناس وخيالهم في جميع أنحاء العالم، إن سرعتها ولياقتها البدنية وأناقتها تجعلها مناسبة لسباقات الخيل ورياضات الفروسية المتنوعة، بينما يعتبر ذكاؤها وطبيعتها الحيوية من الأسباب التي تجعل التعامل معها سلسا ممتعًا.
لدى خيول "الثوروبريد"
تاريخً موغل في القدم وعريق يعود لقرون عديدة، وتظهر آثار تأثيرها في العديد من
سلالات الخيول الأخرى، بما في ذلك الخيول العربية، وذلك باعتبارها من أشهر السلالات
في العالم ككل، وتشير التنبؤات إلى أن خيول "الثوروبريد" ستستمر بلعب
دور هام في سباقات الخيل وصناعة الفروسية لفترة طويلة في المستقبل.