الخيول الشتلاندية: جسم صغير وخصال مثالية

  

    تعتبرخيول "شتلاند" واحدة من أشهر سلالات الخيول الصغيرة الحجم في العالم، وتتميز بقوتها، ودهائها، وشخصيتها اللطيفة، وقد نشأت هذه السلالة في جزر "شتلاند" شمال دولة "اسكتلندا"، حيث تكيفت هناك مع الظروف المناخية القاسية والتضاريس الوعرة والصعبة، مما أكسبها متانة وصبرا وقوة تفوق حجمها الصغير بكثير.

   وقد أتثبت الدراسات التاريخية أن أصول خيول "شتلاند" إلى أكثر من 2000 سنة، حيث يُعتقد أنها تطورت عن تهجين وقع بين خيول برية اختلطت بسلالات جُلبت إلى الجزر من أوروبا القديمة، ونظرًا لمحدودية وشح الموارد الطبيعية في جزر "شتلاند"، أصبحت هذه الخيول صغيرة القد، ولكنها قوية للغاية، مما جعلها مفيدة في أعمال الزراعة والنقل والتنقل، وحمل الأثقال.

   ازدادت شعبية خيول "شتلاند" خلال القرن التاسع عشر، عندما تم استعمالها في المناجم لنقل الفحم بسبب حجمها الصغير وقوتها الكبيرة، ومع مرور الزمن، صارت تستعمل في عروض الفروسية، وتدريب الأطفال على ركوب الخيل.

   يتراوح ارتفاع خيول "شتلاند" ما بين 70 و107 سنتيمترات فقط عند الكتف؛ فهي صغيرة الحجم، لكن بنيتها الجسمانية قوية وعضلاتها كثيفة، وتمتلك رؤوسًا صغيرة بعيون واسعة وأذنين جد قصيرتين، بالإضافة امتلاكها عنقا قصيرا وقويا، وتتميز بشعر كثيف وطبقة مزدوجة من الفرو تساعدها على تحمل المناخ البارد.

   تتوزع ألوان خيول "شتلاند"، ما بين الأسود، والبني، والأبيض، والرمادي، وأحيانًا تكون منقطة.

بالرغم من قدها الصغير إلا أن خيول "شتلاند" تتميز بشخصية قوية ومستقلة، فهي ذكية جدًا وسريعة الاكتساب والتعلم، غير أنها قد تكون عنيدة إذا لم يتم ترويضها بشكل صحيح، وتتميز أيضًا بالولاء والطاعة، والود تجاه البشر، مما يؤهلها أن تكون خيارًا مناسبا لركوب الأطفال والمبتدئين.

   تُستخدم خيول "شتلاند" في عصرنا الحالي في العديد من الميادين، مثل:

   السلالة المميزة لخيول "شتلاند" تمكنت من الجمع بين صفات القوة، والصبر، والود، مما أهلها أن تصير واحدة من أكثر الخيول المحبوبة في العالم ككل، وبالرغم من صغر قدها، إلا أنها تتمتع بروح قوية وقدرة مذهلة على التأقلم مع البيئات المختلفة والتقلبات المناخية والتضاريس الوعرة، مما يجعلها مثالًا رائعًا على كيفية تكيف الحيوان مع الظروف القاسية.